30‏/04‏/2008

تنبيه الأخيار بتوثيق هشام بن عمار

لقد كثر الجدل في هذه الأيام حول توثيق هشام بن عمار شيخ البخاري و أحد القراء المعروفين خاصة أن البعض قد ضعفوه وما ذاك بصحيح ، ويتخذ المغرضين من ذلك تضعيف حديث المعازف الذي يعتبر عمدة أدلة تحريم المعازف ، و ها هو غيض من فيض
من كلام أهل العلم عليه حتى يتبين لدى الجميع أنه ثقة ، و أن تضعيفه ليس بصواب .
يتبع بالتعليقات

هناك 6 تعليقات:

د/ ربيع أحمد يقول...

هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة بن أبان
و هو الإمام الحافظ العلامة المقرئ ، عالم أهل الشام، أبو الوليد السلمي ، ويقال : الظفري ، خطيب دمشق
توثيقه : قال معاوية بن صالح و إبراهيم بن الجنيد عن يحيى بن معين : ثقة . وقال أبو حاتم عن يحيى بن معين : كيّس كيّس . وقال العجلي : ثقة . وقال في موضع آخر صدوق . .... وقال عبدان بن أحمد الجواليقي : ... ما كان في الدنيا مثله[1] وذكر الذهبي هشام بن عمار في الميزان فوصفه بالإمام ، خطيب دمشق ومقريها ، ومحدثها وعالمها، صدوق مكثر، له ما ينكر[2] و هشام بن عمار قد وثقه البخاري في صحيحه و أبو نعيم الأصبهاني في كتابه الضعفاء و السيوطي في اللاليء المصنوعة .


[1] - تهذيب الكمال في أسماء الرجال للمزي 30/247-248
[2] - انظر ميزان الاعتدال للذهبي 4/302.

د/ ربيع أحمد يقول...

أدلة من طعن في هشام بن عمار :

روي عنه أنه قال الفاظ القرآن مخلوقة لله تعالى ، فبلغ أحمد عنه شيء من ذلك فقال : أعرفه طياشا ، قاتله الله ، ووقف احمد على كتاب لهشام قال في خطبته : الحمد لله الذي تجلى لخلقه بخلقه ، فقام احمد وقعد ، وأبرق وأرعد ، وأمر من صلوا خلف هشام بإعادة صلاتهم[3]

وقال أبو حاتم : صدوق ، لما كَبِر تغيَّر ، وكلما دُفع إليه قرأه ، وكل ما لقن تلقن ، وكان قديما أصح . كان يقرأ من كتابه
.
قال أبو داود : سليمان بن بنت شرحبيل أبو أيوب خير منه ، هشام حدث بأرجح من أربع مائة حديث، ليس لها أصل مسندة كلها

كان فضلك يدور على أحاديث أبي مسهر وغيره ، يلقنها هشاما ، ويقول هشام : حدثني قد روي ، فلا أبالي من حمل الخطأ

قال أبو داود قد حدث هشام بأرجح من أربع مئة حديث ليس لها أصل مسنده كلها. وأنكر عليه ابن وارة وغيره أخذه الأجرة على التحديث .

[3] - انظر ميزان الاعتدال للذهبي 4/303

د/ ربيع أحمد يقول...

مناقشة الطعن في هشام مناقشة تفصيلية :

اتهام هشام بالابتداع :

نسبت الابتداع لهشام غير موثقة و إنما هي روايات غير مسندة ،وهذه الأمور تحتاج لأدلة فرمي المسلم بالابتداع أمر عظيم فكيف برمي إمام من الأئمة ، ولو ثبت عن أحمد أنه قال فيه ذلك فهو كلام أقران وكلام الأقران يطوى ولا يروى ، وقد ذكر الذهبي هشام بن عمار في كتابه ذكر أسماء من تكلم فيه وهو موثق ،ثم لو سلمنا جدلا أن هشام مبتدع فالعبرة في رواية الحديث إنما هو الصدقوالحفظ, وأما المذهبفهو بينه وبين ربه, فهو حسيبه, ولذلك نجد البخاري ومسلم و غيرهما قدأخرجوا لكثير منالثقات المخالفين كالخوارج والشيعة وغيرهم ، وقال كثير من العلماء يقبل أخبار غير الدعاة من أهل الأهواء فأما الدعاة فلا يحتج بأخبارهم وممن ذهب إلى ذلك أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل[4] .



[4] - الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ، هو قول النووي في التقريب وابن الصلاح في علوم الحديث وابن كثير في اختصار علوم الحديث

د/ ربيع أحمد يقول...

أما قول أبي حاتم فهو توثيق لا تجريح فقد قال بعدما قال تغير فحديثه القديم أصح أي أنه أكثر صحةو لم يقل أن حديثه القديم فقط هو الصحيح .

أما كلام أبو داود فليس نصا في التضعيف إذ هو حدث بالضعيف ،و ليس حديثه ضعيف .

أما تلقينه للأحاديث فليس هشام بن عمار ممن يعرض عليه الحديث الذي ليس من مروياته ، ويقال له : إنه من روايتك ، فيقبله ولا يميزه بدليل قد قال لمن نهاه عن الرواية بغير حفظ : أنا أعرف هذه الأحاديث . ثم قال : إن كنت تشتهي أن تعلم ، فأدخل إسنادا في شيء ،فتفقدت الأسانيد التي فيها قليل اضطراب ، فجعلت أسأله عنها ، فكان يمر فيها يعرفها[5]


[5] - انظر سير أعلام النبلاء للذهبي 11/427

د/ ربيع أحمد يقول...

أما كونه يأخذ الأجرة على التحديث فقد اختلف أهل العلم في أخذ الأجرة على التحديث ومنع إسحاق وأحمد الأجرة على التحديث ورأوا ذلك خرما في المروءة ، و قد أجاز أبو نعيمالفضل بن دكين أخذ الأجرة على التحديث ، وأفتى الشيخ أبو إسحاق الشيرازي أفتى بجوازذلك لمن منعه الاشتغال بالتحديث عن التكسب ،و رخص فى ذلك أبو نعيم الفضل بن دُكَيْن و على بن عبد العزيز المكى و آخرون قياسا على أجرة تعليم القرآن وكان أبو الحسين بن النَّقُورِ يأخذ الأجرة على التحديث .

د/ ربيع أحمد يقول...

مناقشة الطعن مناقشة مجملة :

في مقدمة فتح الباري لما صنف البخاري كتاب الصحيح عرضه على علي بن المديني ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين وأضرابهم من ائمة عصره ، فاستحسنوه ، وشهدوا له بالصحة , و ابن معين مات سنة 233 هـ وهشام بنعمار مات سنة 245هـ يعني البخاري كتب صحيحه و عرضه على ابن معين قبل وفاة هشام بسنوات ، يعني كان ضابطا ،والكتاب استحسنه هؤلاء الأئمة فلو كان هشام غير ثقة أو يخلط أو لايميز ما يلقن لتعقبوه فيه .

إن الذين انفرد بهم البخاري ممن تكلم فيهم أكثرهم من شيوخه الذين لقيهم وجالسهم وعرف أحوالهم و أطلع على أحاديثهم وعرف جيدها من غيرهوالمحدث أعرف بشيوخه ممن تقدموا عنه فلو كان عمار غير ثقة ما ذكره في صحيحه .